mardi 20 octobre 2009

"المخزن يصنع مشهدا إعلاميا متحكما فيه على غرار المشهد السياسي والمجال الاقتصادي"




محمد سلمي: منسق الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان
"المخزن يصنع مشهدا إعلاميا متحكما فيه على غرار المشهد السياسي والمجال الاقتصادي"



- أصدرت جماعة العدل والإحسان بيانا تندد فيه باعتقال مدير أسبوعية "المشعل" الزميل إدريس شحتان، ما هي قراءة الجماعة لهذا الاعتقال في الظرف الراهن؟
+ بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه. البيان الصادر عن الهيئة الحقوقية لجماعة العدل والإحسان، تعبير عن تضامن الجماعة مع السيد إدريس شحتان، المعتقل ظلما وعدوانا، ومع أسبوعية "المشعل" في محنتها. وفي تقديرنا استحضار لحجم الخطأ الذي وقعت فيه الجهات التي أقحمت نفسها في الموضوع، بتبنيها لمقاربة أمنية مبالغ فيها. إن حرية الصحافة والإعلام، وحرية الرأي والتعبير، واستقلال القضاء، ومساءلة المسؤولين، دعامات أساسية في بناء الدولة. كما أن التملق للنظام، بهدم هذه الدعامات، وعلى حساب هذه الحريات، تخريب لبناء الدولة والمجتمع. إن اعتقال السيد ادريس شحتان، نقطة سوداء تنضاف إلى سجل القمع والترهيب لتكرس استمرارية تراجع حقوق الإنسان ببلدنا.


- هل يمكن القول إن الدولة تسعى إلى التخلص ممن تعتبرهم مشاغبين في مجال الصحافة بإغراقهم في متاهة المحاكمات؟
+لا يسعفنا الجهد مهما حاولنا فهم العلاقة بين المقال موضوع التهمة، وبين ماراطون الاستنطاقات، وصورية المحاكمة، وقساوة الحكم الجائر، والأمر بالاعتقال. إنها رسالة موجهة للأسبوعية لتغيير خطها التحريري، ومواقفها من كثير من القضايا، بل لتجنب الخوض في مواضيع محددة. وهي رسالة من خلال "المشعل" (كبش الفداء) إلى كل منبر إعلامي قد ينحو نفس المنحى. وهذا أسلوب متجاوز عفا عنه الزمان، ولا يخدم مصلحة البلاد، إن كان في اعتقاد أصحابه أنهم يعملون لأجل هذه المصلحة. إن وجود صحافة قوية وحرة ومستقلة عن أي تأثير لدواليب الدولة وأجهزتها البوليسية، مفخرة مهما كانت الأخطاء المهنية التي قد يقع فيها بعض الإعلاميين. وإن ما اعتبرته أجهزة المخزن مؤخرا أخطاء صحفية، وتدخلت لزجرها مباشرة، يجعلنا موضوع سخرية العالم.


- كيف تقيمون الوضع الصحافي بالمغرب خلال هذه السنة؟
+إنها سنة انتكاسة كبيرة في حرية الصحافة، صنعتها أجهزة المخزن لتهدم الصروح الوهمية لحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير المتبجح بها في الأبواق الرسمية للمخزن. ورغم كوننا في جماعة العدل والإحسان نعيش أزمة الصحافة منذ عقود من الزمن، ولم نشعر في لحظة ما بتحسن الوضع، أو تراجع الدولة عن مخزنيتها، وقمعها، لكنها بالنسبة لغيرنا ممن سمح لهم بهامش ضيق للتنفس سنة انتكاسة. وقد يعزي البعض وضعنا إلى علو سقف خطابنا السياسي، وهو حكم يتنافى مع شعارات الديمقراطية والحداثة التي ترفعها الدولة. ولم نكن وحدنا في الحصار، بل هي سياسة الدولة تجاه كل منبر من شأنه أن يلقى تجاوب الشارع المغربي. وهكذا يصنع المخزن مشهدا إعلاميا متحكما فيه، على غرار ما فعل في المشهد السياسي، وفي المجال الاقتصادي...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire