mardi 13 octobre 2009

حوار مع علي الم التامك


من غير المعقول ان يبقى الموقف من قضية الصحراء الغربية
هو القاعدة المحددة للعلاقات المغربية مع المحيط الدولي





كان من المنتظر أن تؤدي مشاركة المغربي في احتفالات ثورة الفاتح شتنبر ليبيا بوفد رفيع المستوى وبتجريدة عسكرية في الاستعراض إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات المغربية الليبية وعودة سفير "الجمهورية العظمة" إلى الرباط لاستئناف مهامه، إلا أن ما حدث بالمنصة الشرفية بالساحة الخضراء طرابلس، يوم الاستعراض العسكري، قلب الأمور رأسا على عقب بفعل التخطيط للحضور المبيت لقادة البوليساريو في هذا الاحتفال الرسمي خلافا لنا سبق أن تم الاتفاق عليه مبكرا.
وتزامن احتفال ليبيا الذكرى الأربعين لتربع العقيد معمر القذافي على "عرش الجماهيرية العظمى" مع احتضان طرابلس لقمة استثنائية للاتحاد الإفريقي.
وقد طرأ هذا الحادث في خضم تداعيات تصريح معمر القذافي بخصوص "استقلال دارفور"، والذي أثار موجة من التساؤلات حول تصرفات الرئيس الليبي ونهج تعامله مع القضايا الدولية والخارجية.
فهل المغرب، والحالة هاته، مطالب الآن بمراجعة سياسته الإفريقية بعد أن تأكد وجوده الفاعل والمؤثر بها، خصوصا وأن الخطوات المحققة في السنوات الأخيرة أبانت بوضوح أن مبادرة الحكم الذاتي أخذت تلح على ضرورة اعتماد التموقع الهجومي ديبلوماسيا على الصعيد الإقليمي والقاري؟

سؤال/ كيف تقرأوون موقف ليبيا المزدوج بدعم البوليساريو دون التفريط في العلاقات المغربية ؟

إذا أردنا أن نلامس الموقف الليبي ومدى انسجامه، فيفترض بنا أن نستحضر الموقف التاريخي من قضية الصحراء الغربية, فهو موقف ظل يتقاطع جوهريا مع توجه الأمم المتحدة و الإتحاد الإفريقي الداعي إلى تمتيع الشعب الصحراوي بحقه قي تقرير المصير.والجديد حاليا ان ليبيا ترأس الإتحاد الإفريقي الذي يضم الدولة الصحراوية باعتبارها عضوا فيه ومن بين الدول المؤسسة له, إذ تتم دعوتها لحضور جميع لقاءات و قمم الإتحاد إسوة بباقي أعضائه, وهذا ما حدث مؤخرا في الاجتماع الاستثنائي للمنظمة الإفريقية في ليبيا والمتزامن مع حدث الاحتفالات بالذكرى الأربعين للفاتح من سبتمبر حيث وجهت فيه الدعوة رسميا للرئيس محمد عبد العزيزلحضورها وبالمناسبة وشح بوسام الذكرى 40 للثورة الليبية من قبل الرئيس الليبي والذي عبر تعقيبا على كلمة محمد عبد العزيز عن تأييده للحل الديمقراطي والحر لحل مشكلة الصحراء وذلك بفسح المجال للصحراويين للتعبير عن ارادتهم

وأعتقد أنه من غير المعقول ان يبقى الموقف من قضية الصحراء الغربية هو القاعدة المحددة للعلاقات المغربية مع المحيط الدولي ، و إخضاع هذه المسألة لمنطق مقايضة غير متزنة تكون أقرب الى الابتزاز والمزاجية من مقاربة منسجمة كما وقع مع فنزويلا وإيران والجزائر والاتحاد الإفريقي سابقا... وربما بهذا الربط اللاواقعي من الممكن ان تتأثر ارتباطات المغرب بمعظم دول العالم لأن الأمم المتحدة بالنهاية تقر بأن البوليساريو هو الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي وأن قضية الصحراء الغربية لا تحل إلى عبر الاستشارة الديمقراطية وذلك باستفتاء تقرير المصير والواقع كما يقال لايرتفع .

سؤال/ إلى أي حد يستفيد البوليساريو من سياسة الكرسي الفارغ بخصوص الإتحاد الإفريقي؟

جواب/ أعتقد أننا في لحظة مفصلية من النزاع الصحراوي المغربي ،ويفترض بنا على الأقل من باب الأمانة والمسؤولية التاريخية أن نضبط جهازنا المفاهيمي ومناسبة هذا الكلام هو القول بتواجد جبهة البوليساريو في الإتحاد الإفريقي وهذا مجانب للواقع على اعتبار ان من يكتسب العضوية في هذه المنظمة القارية هي الدولة الصحراوية منذ سنة 1982وتعترف بها أزيد من 82 دولة ومن تمة فالموضوع لا ينظر له بمدى استفادة جبهة البوليساريو من سياسة الكرسي الفارغ كما تفضلتم ولكن بنظرة أكثر واقعية تطرح في الاعتبار ان النزاع عمرأكثر من ثلاثين سنة ويقف عقبة فعلية أمام تحقيق تطلعات الشعوب المغاربية,وقد أن الأوان للإقرار بأنها قضية تؤطرفي خانة تصفية الاستعمار,ولا يمكن معالجتها إلا من خلال الصيغة الإجرائية المحددة في أدبيات الأمم المتحدة وهي إعمال مبدأ تقرير المصير,وذاتها الغاية الجوهرية المسطرة حسب القرارات الاخيرة لمجلس الأمن الدولي للمفاوضات التي تجري بين الطرفين.

سؤال/ هل الجلوس بجانب الانفصاليين في المنظمات الإقليمية أو الحضور إلى جانبهم في المحافل الدولية يفسر اعترافا أو حقلا للمواجهة؟

جواب/ إشكالية الاعتراف لم تعد مطروحة ,فقد كان المغرب في السابق يحاول أن يجعل الموقف ملتبسا بخصوص التعاطي مع حقيقة الطرف الآخر من المعادلة,وذلك بمفاهيم وبمضامين تعكس رؤيته للمشكل كالقول بأن الصراع مغربي جزائري ومليشيات من الأجناس الهجينة وكراكيز والملف المغلق والأطراف بدلا من الطرفين ومذاكرات ومشاورات بدلا من مفاوضات والاستفتاء التأكيدي ...وغيرها من الأوصاف التي استنفدت أغراضها .

واليوم كما بالأمس قرارات الأمم المتحدة تؤكد بوضوح على طرفي النزاع وهما المملكة المغربية وجبهة البوليساريو,والمفاوضات حاليا تتم بينهما على أعلى المستويات.
وبالتالي يجب أن ننأى بأنفسنا عن شحن الأجواء بما يمكنه أن يهمش أويحيد ثقافة الحوار والتواصل البناء الذي يجب أن يكون الوسيلة الوحيدة للتعبير عن المواقف والدفاع عن مشروعيتها أما تفادي الحضور في احتفالات ليبيا بمشاركة رؤساء وملوك الدول من كل القارات بدعوى تواجد زعيم البوليساريو فتلك مبررات وشعارات يتمترس وراءها المغرب والتي تترجم حقيقة واحدة تختزن مدلولين أولهما عجز المغرب وضعف حجته وثانيهما الحقيقة المادية والقانونية والسياسية للدولة الصحراوية.

حاوره إدريس ولد القابلة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire